السبت، 19 أكتوبر 2019

صحراء تضيع فيها أجمل معانى الحياة

اتعلم شعور من يسير وسط صحراء جرداء يبحث عن من يروى عطشه، يسير اميال طويلة بحثاً عن ظل شجرة، كي يستريح قليلاَ ليستكمل مسيرته التي خُلق من أجلها، كي ينفذ رسالته على اكمل وجه ليذهب بعدها إلى ربه تاركاً باقي المسيرة لغيره، اتعلم كم الصعوبات التي يواجها؟؟ وماذا ستقول عند معرفتك انه وضع دام سنوات ومازال؟؟ 

كان شاب يحلم بأحلام وردية، لم يعرف معنى الكره والظلم والخوف وعدم الأمان، كان وجهه مشرق، مُقبل على الحياة، عيناه تلمع دائماً من البهجة،  لم يعرف غير أن الحياة رائعة ستعطيه الراحة  وستحقق أحلامه، واستمر في حلمه حتى بدأ مرحلة العشرينات، وبدأ مرحلة جديدة ومختلفة عما كان يحلم بها ...

بدأ يصطدم بمعوقات في حياته، ولم تكتفى الحياة بذلك، بل استيقظ فاجأه بدون مقدمات بمعاني آخري غير التي عرفها، فعرف منذ ذلك الحين معنى الخوف، معنى الظلم، بدأ يرى الناس على حقيقتها، وكانت بداية النهاية... 

بداية نهاية ضحكته ولمعان عينه وبهجته واشراق وجهه، بدأ المعافرة والتحدي والمغامرة، بدأ يعيش بروح شخص آخر، بذل الكثير والكثير كي يتأقلم عما حوله وكلما استطاع ذلك كلما اصطدم بموقف اصعب وحياة اصعب وظروف اصعب، يقع ويتحمل ويصمد ولن يسمح للزمن بكسره، يعافر ويقف مرة آخري على قدميه، يكافح ويجاهد نفسه ليعود أقوى مما سبق، يجرى في طريق لم يرى بدايته من نهايته، وعند ظهور نهايته يظهر له طريق آخر يجب أن يسير لنهايته، بشكل إجباري وليس اختياري.... 

صمد مرات لم تخطر على بال احد، مر بتجارب قاسية، مر بظروف مختلفة وصعبة، تحمل المسئولية قبل أوانه، عاش حياة لم يخطط لها، أُجبر على ظروف لم يختارها، وكان أقوى منها، وتمكن من النجاح، وبدأت الحياة تبتسم له، ولكن لم يدم ذلك طويلأ، وكالعادة عاد الظلام، عاد الخوف، عادت الحياة بصعوباتها، ولكن بقسوة أكبر، فأرجله لم تعد تتحمل الجرى والشقى، عقله لم يعد قادرأ على التفكير، عيناه لم تعد قادرة على البكاء حتى تخفف عنه جزء من همومه، لم يستطع وظل يجرى فى صحراء كبيرة، بمفرده، وأصبحت لديه أمنية واحدة فقط أن يعطيه الله هدنة، هدنة كي يستريح، هدنة كي يتمكن من مواجهة المشقة في حياته، هدنة من الصدمات، هدنة من التوتر، من الخوف، من التعب، من المشقة... 

ورغم كل ذلك فهو راض بقضاء الله، راض بضياع أجمل أيام عمره فى ظروف ليست بيده، ولم يحلم يوماً مثل باقى الشباب، لم يحلم بالسفر والتنزه وامتلاكه للأموال وغيره، ولكن يحلم بالهدوء فى حياته وشخص يتحمل مسئوليته، يحلم فقط بنومة هادئة بدون أحلام مزعجة، بدون الأحلام التى تراوده كل ليلة،  يحلم بهدنة طويلة إلى حد ما ليستريح فيها، وذلك أقصى طموحه ....


صحراء تضيع فيها أجمل معانى الحياة

اتعلم شعور من يسير وسط صحراء جرداء يبحث عن من يروى عطشه، يسير اميال طويلة بحثاً عن ظل شجرة، كي يستريح قليلاَ ليستكمل مسيرته التي خُلق من أ...